جميعنا يعرف أنه لا أحد يغادر بيته ويترك المفتاح في الباب، ومن يفعل ذلك فهو يغامر بدخول الغرباء إلى بيته. وكذلك كلمات المرور المستخدمة في شبكة الانترنت هي بمثابة مفتاح البيت، إذا عرفها غريبٌ يمكنه إساءة استخدامها، وخاصة في المعاملات المصرفية.
ما هو القاسم المشترك بين شبكات التواصل الاجتماعي على الانترنت وحسابات البريد الإليكتروني والتعاملات المصرفية من خلال الشبكة الدولية؟ الإجابة هي “كلمات المرور”.
هذا وتلعب كلمات المرور دور الحارس لحماية البيانات الشخصية ومنع قراصنة الانترنت من التسلل إلى الشبكات الخاصة.
إلا أن كلمة المرور السهلة يسهل اختراقها كما لو كان ليس لها وجود، و بالتالي ينصح الخبراء دائما باختيار كلمات مرور معقدة يصعب تخمينها أو فك شفرتها. ويقول لوتس نيوجيباور من مؤسسة بيتكوم الألمانية المتخصصة في مجال تكنولوجيا المعلومات “يتعين أن تتضمن كلمة المرور الجيدة الكثير من الخيارات التي تتيحها لوحة المفاتيح”.
تحاشى كلمات المرور السهلة
وقد يفضل البعض اختيار كلمات مرور بسيطة بحجة أنها تكون سهلة الحفظ، ولكن هذه الكلمات بسبب سهولتها تتركك لقمة سائغة بالنسبة للصوص الانترنت. ويتساءل البعض كيف يستطيع قراصنة الانترنت فك شفرات كلمات المرور بالرغم من أن بعض هذه الكلمات لا تكون شائعة في الحياة اليومية العادية؟ والرد على هذا السؤال ببساطة هو أن القراصنة يشنون هجمات إليكترونية ضارية على الحسابات الشخصية للمستخدمين عن طريق طرح آلاف التركيبات اللفظية والرقمية في غضون ثوان. وفي هذه الحالة، قد يصادفهم الحظ للوصول إلى كلمة المرور الصحيحة. وتعتبر حسابات التسوق عبر الانترنت والحسابات المصرفية من الأهداف المحببة لهجمات قراصنة الانترنت.
1000 عام لفك كلمة مرور طويلة
ويقول أرني أرنولد من مجلة “بي سي فيلت” الألمانية المتخصصة في مجال الكمبيوتر إنه كلما زاد عدد الحروف في كلمات المرور، كلما كان من الصعب اكتشافها، وهو ينصح باستخدام 12 حرفا أو رمزا على الأقل، وبالتالي فسوف يحتاج اللص إلى ألف عام تقريبا لتخمين الرقم الصحيح.
ويمكن أيضا إدراج بعض الرموز الخاصة مثل علامات الاستفهام أو التعجب وغيرها على كلمة المرور لزيادة صعوبتها. وينصح بتجنب استخدام كلمة مرور واحدة للدخول على أكثر من حساب، لأنه في حالة اكتشاف هذه الكلمة، فسوف تكون جميع الحسابات الشخصية للمستخدم مهددة بالخطر.
وتقول نورا باستونج المتحدث باسم مؤسسة بيتكوم “لابد لكل مستخدم من تغيير كلمات المرور التي يستخدمها على فترات منتظمة” مضيفة أنه يتعين إجراء هذا التغيير كل ثلاثة شهور كحد أقصى، ومن المهم أيضا عدم الاحتفاظ بكلمات المرور المهمة على متصفح الانترنت أو على أي قطعة ورقية.