تدوين الملاحظات والدروس إلكترونياً .. ما له وما عليه

آخر تحديث : الجمعة 3 أكتوبر 2014 - 9:22 مساءً
تدوين الملاحظات والدروس إلكترونياً .. ما له وما عليه

1472187414_be2451c0cd_o-750x499

تدوين الملاحظات والدروس إلكترونياً .. ما له وما عليه … في عصر أصبحت الأجهزة الإلكترونية الذكية من هواتف محمولة بالغة الذكاء إلى حواسيب محمولة وصولاً إلى الأجهزة اللوحية والتي أصبح لا يوجد بيت أو طالب أو موظف إلا ويمتلك أحدها أو جميعها، وهنا نود أن نصل وإياكم إلى فكرة التدوين وتسجيل الملاحظات إلكترونياً.

فلو دخلنا إلى أحد المحاضرات الجامعية في الغرب أو حتى في بلادنا العربية لرأينا كمّا من الطلاب يتمسمرون أمام شاشات يسجلون عليها ما يمليه عليهم أساتذتهم أو يقومون بتدوين الملاحظات وأمور أخرى، إلا أن ما يدفعني لكتابة المقال هذا عن التدوين الالكتروني للدروس والمحاضرات مثلاً هل له التأثير الإيجابي أو السلبي على تركيز الطالب مع ما يقوله الدكتور أو مسألة الرجوع إلى المعلومات المدونة وهنا يتبادر إلى ذهني عدة أسئلة:

  • هل التدوين الإلكتروني يشتت الإنتباه
  • هل للتدوين الإلكتروني القدرة على تذكرنا للمعلومات

في الحقيقة هذين السؤالي أجيب عنهما سابقاً من خلال دراسة قام بهما عالما النفس بام مولر ودانييل أوبنهايمر حيث قالا أنّ الطلاب عادةً ما يدوّنون كلّ ما يقوله الأستاذ على أجهزة الكمبيوتر المحمول بشكل عفويّ، بينما الطلاب الذين يدوّنون الملاحظات على الورق يستمعون إلى الدّرس ويدوّنون ما هو مهمٌّ فقط لأنّهم عمومًا لا يمكن أن يكتبوا بسرعةٍ كافيةٍ كلّ ما يقوله المحاضر، مما يساعدهم في نهاية المطاف على التّعلم.

وقد أستند علماء النفس في رأيهم هذا على دراسات أقاموها في جامعة كاليفورنيا وبرينستون حيث تمت الدراسة على 327 من الطّلاب الجامعيين، ونبدأ بالدراسة حيث طُلب من الطّلاب مشاهدة مؤتمر TED حواريّ لمدّة 15 دقيقة وتدوين ملاحظاتٍ عليه، ثمّ الخضوع لاختبارٍ على ذلك بعد مرور نصف ساعةٍ حيث كانت بعض أسئلة الاختبار مباشرةً عن حقائق شخصيّة أو خاصّة، بينما كانت الأسئلة الأخرى عن المفاهيم، حيث يُطلب من الطّلاب إجراء مقارنةٍ أو تحليل أفكار.

وفي النتيجة كانت أن المجموعتان من الطّلاب سواءً مستخدمي الكمبيوتر المحمول أو الكُتّاب باليد أجابوا بشكلٍ مماثلٍ جدًّا على الأسئلة الوقائعيّة، لكنّ إجابات مستخدمي الكمبيوتر المحمول عن المفاهيم كانت سيّئةً جدًّا.

كما لاحظ الباحثون أيضًا أنّ مستخدمي الكمبيوتر المحمول استخدموا عباراتٍ وكلماتٍ أكثر، ومن المُرجّح أنّهم قاموا بإنزال الكلام حرفيًّا من شريط الفيديو.

ولتفادي مشكلة التّكرار هذه في الدّراسة الثّانية، طلب العلماء من الطلاب مستخدمي الكمبيوتر المحمول تدوين الملاحظات بأسلوبهم وكلماتهم الخاصة وليس فقط تدوين ما يقوله المُتحدّث، وحتّى في هذه الدّراسة، كان مستخدمو الكمبيوتر المحمول مرّةً أخرى أكثر عرضةٍ لإنزال الملاحظات من أشرطة الفيديو حرفيًّا كما أنّهم أجابوا على نحوٍ رديءٍ على أكثر القضايا المفاهيميّة.

وخلاصة القول أنه عندما تدوّن الملاحظات بالقلم على الورق، فإنّ هذا الفعل ينطوي على الاستماع النّشط، في محاولةٍ لمعرفة وتحديد المعلومات الأكثر أهميّةً وتدوينها، بينما القيام بهذا الأمر على جهاز كمبيوترٍ محمولٍ يصبح عملًا آلًّيا عمومًا وذلك بالاستماع إلى الكلمات المنطوقة وتحويلها إلى كتابةٍ نصية، ناهيك على أن الدّراسات الحديثة أثبتت أيضًا أنّ أغلب الطّلاب الّذين يستخدمون أجهزة الكمبيوتر أثناء الدّرس يقضون 40 في المئة من الوقت في مشاهدة أشياء أخرى على شاشاتهم بعيدًا عن الدّرس.

بقلم علاء عثمان مدير مجمع البرامج والأخبار التقنية

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة