قصة نجاح مؤسس موقع “علي بابا” … “عندما تكون شخص ليس له قيمة في أعين الناس، فلن يشفق عليك أحد.. وعندما يعجز والداك عند دفع فواتير علاجك أو ملابسك، فلن يشفق عليك أحد.. وعندما يغادرك أصدقائك في إلى الصفوف المتقدمة، فلن يشفق عليك أحد”.
هذه العبارات الشهيرة هي من عقل وروح مؤسس موقع علي بابا للتجارة الإلكترونية الأشهر والأقوى في الصين السيد “جاك ما”.
ولد “جاك ما” لعائلة فنية في العام 1964 في الصين، حيث كان والدا ما يؤديان أغاني شعبيه، إلا أن فضلهما على ابنهما كان أكبر من كل شيء بحسب قول جاك، حيث كان لهما الفضل في تحفيز ولدهما على الإعتماد على نفسه في الحياة، فكان أول نجاح يحثث جاك في حياته هو قصة تعلمه اللغة الإنكليزية، حيث كان جاك يركب دراجته ويسير بها لمدة 40 دقيقة يوميا وعلى مدى 8 سنوات، للوصول إلى فندق بالقرب من بحيرة مدينته؛ ليتواصل مع السياح ويقدم لهم خدماته المجانية كدليل سياحي بهدف ممارسة اللغة الانجليزية.
ومع أن جاك لم يحقق الكثير من دراسته حيث فشل مرتين في امتحان القبول لدخول الجامعة المحترمة، ما اضطره لدخول أسوأ جامعة في مدينته ثم تخرجت ليصبح معلماً للغة الانجليزية لمدة خمس سنوات براتب (100 يوان أي ما يعادل 12 دولار أميركي) شهرياً”.
هذا العمل وهذه الحياة لم تكن لتقنع جاك في الاستمرار فكانت له رؤية بأن الولايات المتحدة الأمريكية أرض الفرص فانطلق إليها في العام 1995 ليعمل في مجال الترجمة من الانكليزية إلى الصينية وبالعكس، إلا أن التكنولوجيا كانت له بالمرصاد، حيث صادف الكيبورد لأول مرة في حياته حين وصل إلى الولايات المتحدة الأمريكية في نفس العام “1995”.
خطر في بال جاك ما أن الصين تفتقر إلى مواقع الانترنت التي كانت متضحة في الولايات المتحدة ففكر بالعودة إلى بلاده ليبدأ مشروعاً على شبكة الانترنت ليكون بذلك سباقاً لعصر مواقع الانترنت في الشرق بشكل عام.
حاول جاك أن يحشد من حوله الاصدقاء فقام باخبار 24 صديقا له بفكرة إنشاء موقع إلكتروني “دليل الأعمال التجارية” فأعترض عليها 23 منهم، لعدم قدرته على البرمجة ولأنه لا يمتلك المال الكافي للصرف على المشروع، لكنه “أصر على إنجاز مشروعه” وخوض التجربة التي تكون أضرارها أكثر من خسارة قيمة موقع إلكتروني، وكان الاصدقاء الـ 23 على حق حيث فشل أول مشروع للسيد جاك من أن يحقق له أي شيء على الارض، إلا أنه من ناحية أخرى كان لهذا المشروع أهمية بالغة في صقل خبرات جاك بكيفية التعامل مع مواقع الانترنت.
وفي العام 1999 جمع جاك 18 صديقا له في شقته ليكشف لهم عن فكرة إنشاء شركة جديدة للتجارة الإلكترونية، ووافق الجميع على المشروع وجمعوا 60 ألف دولار أميركي لإطلاق موقع “علي بابا”، والذي بدأ يحقق الكثير من الشهرة في البلاد إلى أن أصبح أشهر موقع إلكتروني في الصين، ثم تبعه إنشاء موقع آخر في العام 2003 وهو موقع “تاو باو”، الذي اكتسب 70٪ من سوق التسوق الإلكتروني في الصين، وفي عام 2007 أطلق موقعاً جديداً لبيع المساحات الإعلانية الإلكترونية أطلق عليه “علي ماما”.
وبعد هذه الحياة المليئة بالتفائل والتطلع إلى الأمام أصبح يعمل في شركة جاك الأغنى في الصين “علي بابا” 20 ألف موظف في مجموعة من 9 شركات، وتحقق مشاريعه أرباحا صافية قدرها 1.4 مليار دولار بنهاية عام 2013، وتقدر ثروته قرابة 22 مليار دولار بعدما باع حصصا لشركة Yahoo العالمية .
وفي النهاية تختم قصة نجاح جاك ما هذه من الصفر إلى أن وصل إلى أثرى أثرياء الصين بالمضي قدماً لتحقيق الهدف مهما كانت الصعاب، فالانسان حقاً يستطيع بعقله وإصراره على فعل الخير لنفسه وللآخرين أن يصل إلى هدفه بعون الله تعالى.
بقلم علاء عثمان مدير موقع مجمع الأخبار التقنية
