في تجربة مؤثرة تكشف جانباً جديداً من استخدامات الذكاء الاصطناعي، لجأ البرازيلي دييغو فيليكس دوس سانتوس (39 عاماً) إلى تقنية رقمية لاستعادة صوت والده الراحل الذي توفي بشكل مفاجئ العام الماضي.
وبالاعتماد على منصة “إليفن لابز”، التي تقدم خدمة توليد الصوت بالذكاء الاصطناعي، حوّل رسالة صوتية قديمة لوالده إلى محادثات جديدة، وصفها بأنها “واقعية للغاية، كما لو أنه ما زال حياً”.
الخدمة التي تكلف 22 دولاراً شهرياً أتاحت لدوس سانتوس سماع كلمات مألوفة من والده مثل “أحبك يا متسلط”، اللقب الذي كان يطلقه عليه منذ طفولته، وهو ما أثار مشاعر متباينة لدى العائلة بين التحفظ في البداية ثم القبول لاحقاً.
ويأتي ذلك في إطار ما يعرف بـ”تكنولوجيا الحزن”، وهي سوق متنامية حول العالم تستهدف مساعدة الأشخاص في مواجهة فقدان أحبائهم، عبر منصات مثل “ستوري فايل” التي تتيح تسجيل مقاطع تُعرض بعد الوفاة، و”هير أفتر إيه.آي” التي تنشئ صوراً وصوتيات تفاعلية للمتوفين، إضافة إلى شركة “إتيرنوس” الأميركية التي تسمح بتطوير “توأم رقمي” يخلّد حياة الشخص.
لكن هذه التطبيقات، رغم انتشارها، أثارت نقاشات أخلاقية عميقة حول مسألة الموافقة والآثار العاطفية على المستخدمين، إذ يحذر خبراء من أن تعلق الأشخاص بمثل هذه الوسائل قد يعيق عملية تجاوز الحزن الطبيعية.
ويرى مختصون أن التكنولوجيا قد تقدم عزاءً مؤقتاً، لكنها لا يمكن أن تكون بديلاً عن مواجهة الفقدان والبحث عن التوازن بين الحزن واستمرار الحياة.